الاثنين، 8 أكتوبر 2012

رسالة على الرصيف



أضع رسالتي هذه على الرصيف المقابل للخيبة
وعلى اصيص زهور ماتت من إهمال أصحابها
هي في الحقيقة رسالة عشوائية ولكنها موجه لك أنت أتعلم لما أنت مميز اليوم
لأنك تلتقط شيئا ربما حسبوه عمال النظافة ورقة منسية من كومة أوراق سقطت من رجل أعمال لا يهتم كثيرا بمنظر عمال النظافة تحت الشمس أو ان كانوا عارةً خارجا بالنسبة لصقيع!
بالمناسبة فضولك رائع ويشرفني أن تلتقط أول رسالة مرمية لي على أن تقرأها بتمعن من غير أن تتخيل شكل اليد التي كتبت لا أعلم إن كنت شريفاً أو خسيساً ولكني أعلم أنك انسان تحمل
قلباً خلقة الرحمن رءوفا حنونا وإن لطخه الزمن بما لطخ من ألوان فلم يفت الوقت ما دمت تمشي على ساقين الآن ولست في ثلاجة الموتى .
قم يا عزيزي وأقرأ و أقول عزيزي لآن من يتحدث بحديث القلب لا يضع بينه وبين الناس حواجز ولا يفاخر بما يقول فقط يفعل بصمت .
اتسائل ما اذا كنت ناضجة بما يكفي لأكتب كلمات لك أنت تعلم أني أعاني وغيري يعاني وأنت تعاني وربما حلمك تحت التنفيذ أو متوقف على حرف كما هو حالي وحال البقية
ربما أنت شاب تود الهجرة وتحلم بها صبح مساء كطير مهاجر تترك كل ما دونك وترحل ,إن كنت هكذا فلابد أن تعرف أن هناك طيور داخل أقفاص حكم على حلمها ب إلى أجل غير مسمي و ربما مات الطير داخل القفص وهو ينتظر رحمة بشر لا تنزل والله عز وجل أرحم الرحمين ,وإن كنت هكذا فلا تنسى أن ثمة وعود معلقة تنتظر إمضاءً منك لتمضي في  شعاب حياتها ,وربما أنت أب تناضل يومياً للحصول على لقمة عيش لصغارك وقلما نجد لقمة عيش سائغة هذه الأيام تتداخل عليك الطعوم من كثر ما نشم في المؤسسات من روائح غش و رشوة .
فتمسك وتصوم ويجوع أطفالك ويبكون يريدون و يريدون فتتنازل عن قيمك بغريزة أبويه وشفقة طبيعية فلا تلوم نفسك حينها و أنت ترى أبنائك يكبرون يمرحون يلعبون على حساب أطفال يبكون يجوعون لا يدرسون ,جل همهم قرش يأكلون منه لا حرف يحفظونه ,
وعندما يكبرون يدفعهم الانتقام و الشعور بالظلم إلى طريق الشر
فيصبحون هم المجرمين القذرين وما هم إلا نتيجة للبرجوازيين معين الرقي و الحضارة
هم ما فكروا بحضارة الأخلاق وأن الأمم تتقدم بأخلاقها هم فكروا بما كان ينقصهم في الماضي
لقمة عيش , أطفال ببجامات نوم مهندمة و أبوان يتمنون لهم ليلة سعيدة لفرط راحتهم و استقرارهم قبلوا أطفالهم ..
ولكن كل هذا لم يحدث ودار الرحى بمن فيه وتواصل الحياة عبثيتها فينا
ولكن إن كنت من الأباء الذين يغيرون منطق الحياة الغابي فهنيئاً لك بما ستناله من تعاظم
في عيني و احترام ,أن تكون كادح محترم خير لك من أن تكون برجوازي قذر و لتعلم أن بطنة
الغني انتقام للفقير كما قال المنفلوطي في مقالته الغني و الفقير ,
وإن كنتِ أماً شابة فأعلمي أن الطفولة هذه الأيام ضائعة و أن الأطفال لم يعودوا أطفال
و اللعب بالحواري وفي بيت الجيران ألغيتموه أنتم أمهات اليوم أعلم أنه لفرط خوفكم كبلتم
أطفالكم ولكن تذكري إن لم يسقط الطفل في خطوته الأولى فلن يتعلم المشي ,
وإن كنتِ أماً قد شبوا أولادك و كبرتي  فتذكري أن مهمتكِ إرشادهم إلى الطريق الصحيح
ومن ثم دعيهم يختاروا الأصح لهم
وهذا ليس تقليل من شأنك بل لكي الفضل بعد الله أنهم صاروا قادرين على الاختيار .
وفي النهاية ..ملتقط هذه الرسالة أتمني أن لا تستغرب كثيراً أن أحداً في هذه المدينة قد جُن وأخذ يرمى ما يكتب على الرصيف تعلم أن الصحف مليئة بالليبراليين فلا مكان لمثلي ....
تحيتي لك  
      

العلاقه الطردية بين الحب الهجره الموت

منذ بدايات الحب السعيد عرفت انك ماكر مخادع عرفت ان ما للتضحية في قاموسك من معني عرفت ان تلك الظلال هي ظلالك وما لوجودك من اصل
عرفت من خلالك ان الرجولة هرطقة
وانك اشهم من عرفت
عرفت ان هناك علاقة طرديه بين الحب و الموت والهجرة
فلا يجادلن احدا فيهم فأن الحب كرحلة سفر نسعد فيها ولا نعلم ما سيجرى بها
و اننا في سبيل الحب نموت
فمن تولع بوطنه مات شهيدا من اجله
ومن تولع بفنه يموت وبشهادته لوحه او شعرا تخلد اسمه
ومن تولع بإمراة يموت كمدا ويقطع اربا
وحين لا نود ان نموت بمصرع حب او وطن او فن
نهاجر لنترك كل شيء دوننا
وننسى احلامنا و اوطاننا الجريحة
وننسى اننا كنا بشرا نصارع للوصول
نصل للهجره لنتخلص عن كل ما هو عالق في الذاكره نهرب من الحي و ذاك المذبح
نصل للهجرة ثم تنتهي لدينا كل صراعاتنا
لأننا كنا في ذلك الوطن البائس نجاهد
في سبيل
الحب -العلم -الرقي - التخلص من العبودية -و الوصول لأعلى الهرم
فهل سنواصل الجهاد ها هنا ام نودع كل شي بابتسامه و نرحل لنعيش يوم بيوم ولا نفكر بماضي ولا حاضر فنغلق شاشات التلفاز ونكف عن سماع الاغاني العربية
نقضي يومنا مستلقين تحت اشعة الشمس
فلا احلام يقظة تقض مضجعنا و لا نساء مجروحات ولا رجال جبناء
نكتفي بضوء الشمس حلما يتحقق
فليست عيون البشر بأجمل من لألئ ضوء الشمس
وليست روائح العطور بأندى من عبق الزهور
وليست همسات البشر بأحلى من زقزقة العصافير
وليس الناس بمثل بعضهم وحتى الطبيعة تخون و تنقلب على اهلها غدرا
فتحترق الغابات كما تحترق القلوب
و احيانا تمطر على الصحارى وابل من المياه
فتهتز نشوة كما لو امطرت على قلوبنا وابل من الفرح
واحيانا تتعري الاشجار من الاوراق في ذات خريف كما تتعري قلوبنا من الحصانه فتكون عرضه لأول نزلة برد تعصف بها
القلوب ليست من حديد وليست من طين القلوب يا بشر عضله بحجم قبضة اليد تضخ الدم لسائر جسمنا بل لسائر حياتنا
والدم هو الحياة و الموت
هو علامة للانتصار او علامة للخسران
هو بشارة لمجيء طفل او نزيف ام
هو رصيد الوطن و الورقه الحاسمه في الثورات
فلا تحسبوا ان القلوب من حديد لا يخدش و من طين نشكلها كيفما نشاء
اننا كبشر نحمل بين جنبتانا تلك العضله علينا ان نحس بدمنا يتدفق فرحا و غضبا كمدا و شوقا عليه ان يتدفق فداءا لتحقيق احلامنا المسروقة.